نجد أنفسنا أمام حالة من التحدي تتطلب الارتقاء بأداء هذا القطاع وتطوير كفاءته ليواجه كافة أشكال التحديات التي أصبحت حقيقة واقعة ولا مجال للتقليل من أهميتها أو تجاهلها.
هذا من جانب؛ ومن جانب آخر ولكسب ثقة هؤلاء العملاء بمؤسساتهم المالية الإسلامية فإنه يمكننا التأكيد على ما يلي:
- التوسع في نشر الخدمات الإلكترونية والتكنولوجية المستخدمة في تقديم هذه الخدمات وهذا يساعد على عامل الدقة وتوفير الوقت أمام العملاء عند مراجعتهم للمصرف.
-اتباع وسائل التسويق المصرفي الحديثة والمتطورة للتعريف بالخدمات المصرفية التي يقدمها المصرف الإسلامي.
- ضرورة الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمع الثقافية والاجتماعية ومراعاتها عند تواجد المصرف في مجتمعات ذات خصوصية معينة.
-في ظل تشابك العلاقات الاقتصادية العالمية والدخول في اتفاقيات دولية علينا وضع برامج وخطط طويلة الأمد لتطوير خدمات هذه المصارف وقدرتها على المنافسة في الأسواق المصرفية العالمية.
-تطوير أداء العاملين في هذا القطاع من حيث التدريب المستمر ووضع البرامج التي تؤهلهم للتعامل مع كل ما هو جديد في قطاع الخدمات المالية أو التكنولوجية المستخدمة في المصرف.
- حسن استقبال العملاء وطبيعة التعامل معهم يعتبران من أهم العوامل التي تؤدي لكسب ثقتهم، لهذا فإن الاهتمام ببرامج العلاقات العامة ومهارات الاتصال في المصرف سوف ينعكس إيجابا على أداء المصرف وإقبال المزيد من المتعاملين معه.
- سرعة إنجاز المعاملات المطلوبة من قبل العميل والمحافظة على سريتها من الأولويات التي تهم العميل عند طلب الخدمة من المصرف وكذلك أسلوب تقديمها.
من المتوقع أن يشهد العالم في السنوات القادمة تطورات هائلة في تكنولوجيا المعلومات ونظم الاتصالات. وبكل تأكيد سينعكس هذا على عمل وأداء الأنظمة المصرفية وطرق تقديم خدماتها المالية ما سيؤدي إلى تغيير جذري وشامل في أسلوب المنافسة والحصول على المعلومات وتنقل رؤوس الأموال في الأسواق المالية العالمية وتوسع غير مسبوق في السوق المصرفية.
وعلينا أن نستعد لهذا التحدي وبكل ثقة؛ فكما تجاوزنا نتائج الأزمة المالية العالمية التي تداعت أمامها وانهارت أضخم المؤسسات المصرفية العالمية؛ فإن قطاع المصرفية الإسلامية قادر وبما يمتلك من إمكانات اقتصادية مادية وأخلاقية على مجاراة التقدم العالمي والتكنولوجي وتوظيفه ضمن استراتيجيات التطور وبناء الذات.
وسوف نلمس نتائج ذلك على أداء وتطور كافة الخدمات التي يقدمها هذا القطاع، وسيثبت كذلك بأن المنافسة المرتكزة على الأخلاق والملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية هي السبيل للمضي إلى الأمام.
*استاذ دكتور في جامعة العلوم الإسلامية العالمية