البنوك الإسلامية ستستحوذ على 35 % من السوق المصرفية بالسلطنة خلال 10 سنوات وهناك ثلاثة عوامل مهمة تسمح لها بالانتشار والنجاح مثلما حققت نتائج ايجابية في عدة دول اذ يبلغ حجم تداولها في كل أنحاء العالم 1 تريليون دولار و تحقق نموا سنويا بنسبة 15% هذا ما أكده رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال افريقيا أشعر ناظم في تصريح خاص لـ"الشبيبة" على هامش ندوة "مقدمة عن الخدمات المصرفية الإسلامية التي نظمتها مؤسسة ارنست ويونغ بفندق مسقط هوليداي إن أمس حضرها عدد كبير من ممثلي البنوك وشركات الاستثمار والمهتمين بالقطاع المصرفي.
في 75 دولة
البنوك الإسلامية تسجل حضورها في 75 دولة في مختلف أنحاء العالم وهي تسجل توسعها السريع اذ نشهد من حين لآخر افتتاح بنوك اسلامية هنا وهناك وذلك للنجاح الذي حققه هذا النوع من البنوك وتمكنه من الاستحواذ على نسبة مهمة من السوق المصرفية في مختلف الدول التي توجد فيها، هذا ما أشار إليه أشعر ناظم الذي أوضح ايضا ان هذا النجاح أشعل نار المنافسة بين البنوك الإسلامية وغيرها مما دفع بالكثير من البنوك التقليدية الى فتح نوافذ مصرفية اسلامية رغبة منها في الحفاظ على زبائنها واستقطاب زبائن جدد من الراغبين في الحصول على خدمات بنكية اسلامية.
6 بلايين دولار أمريكي
رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال افريقيا أشعر ناظم أوضح ايضا ان كل التوقعات تشير الى ان البنوك الإسلامية التي ستباشر نشاطها قريبا بالسلطنة سوف تحقق نجاحا كبيرا. حيث تشير التقديرات إلى أن تشغيل نظام مصرفي إسلامي ناجح في السلطنة قد يستقطب ما يصل إلى 6 بلايين دولار أمريكي كأصول إسلامية خلال الـ5 السنوات المقبلة وهذه البنوك ستستحوذ على 35 % من السوق المصرفية بالسلطنة خلال 10 سنوات.
ثلاثة عوامل
ثلاثة عوامل مهمة تمثل مؤشرا مهما على ان البنوك الإسلامية سيكون لها موقع متميز في خارطة المنظومة المصرفية بالسلطنة، هذا ما أكده رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الاوسط وشمال افريقيا اشعر ناظم الذي اوضح ان العامل الاول يتمثل في وجود استثمارات اسلامية بقيمة 5 بلايين دولار في الخارج تبحث عن سوق مستقرة وفرص البنوك الإسلامية العمانية كبيرة في جذب هذه الاستثمارات لأن السوق العمانية تشهد استقرارا واضحا وتتمتع بسمعة ناصعة على المستوى العالمي كما تتوافر فيها كل عوامل الاستثمار الآمن.
العامل الثاني يتجسد في وجود مستثمرين ومتعاملين في السلطنة يبحثون عن بنوك اسلامية وهم يمثلون 25 % من الزبائن الجدد الذين تستهدفهم البنوك وسوف يجدون مبتغاهم في البنوك الإسلامية التي ستفتتح في السلطنة قريبا و25% تمثل نسبة مهمة أما العامل الثالث والأخير فإنه يتمثل في تحول الكثير من المتعاملين مع النظام المصرفي الحالي الى النظام الاسلامي.
نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية
دخول البنوك الإسلامية الى السوق سوف يشعل التنافس بينها وبين البنوك الاخرى وهذا شيء طبيعي لذلك فإنه من المتوقع أن تكون البنوك التقليدية سباقة في دخول سوق التمويل الإسلامي بإطلاق نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية وهذا للحفاظ على زبائنها لأن عدم توافر هذه الخدمة يجعل معظم الزبائن الراغبين في الحصول على الخدمات يقفلون حساباتهم في هذه البنوك ويتحولون الى البنوك الإسلامية كما انه قد تتحول بعض البنوك العاملة حاليا الى بنوك اسلامية.
التنافس يكون ايضا على أشده بين البنوك الإسلامية وغيرها في استقطاب الزبائن الجدد وبالتالي فإن هذه الشريحة التي تمثل نسبة معتبرة لها مكانتها وحجمها الكثير منها يرغب في الحصول على خدمات مصرفية اسلامية وبما ان البنوك الإسلامية التي ستفتح قريبا تمثل امامه الخيار الوحيد فإن البنوك الاخرى لن تفرط فيها وستعمل جهدها للحصول على نسبة منها وهذا ما سيدفع الكثير منها الى إطلاق نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية او التحول الى بنوك اسلامية.
السوق ستشهد تغييرا
بلغ إجمالي الأصول المصرفية في السلطنة في العام 2010 نحو 42 بليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تبدأ مؤسسات مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية في تدشين أعمالها في السلطنة خلال الفترة المقبلة هذا ما اكده رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الاوسط وشمال افريقيا اشعر ناظم الذي اضاف قائلا :"من المرجح أن يشكل العمل المصرفي الإسلامي فرصة كبيرة ومهمة في السلطنة، إذ أننا نتوقع أن ينعكس أداء هذه الصناعة على أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وبالنظر إلى سوق دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيطرت المصرفية الإسلامية على حصة كبيرة من السوق في فترة زمنية قصيرة، نستطيع أن نتصور كيفية تطور العمل المصرفي الإسلامي في السلطنة . ونتوقع أن تسيطر مجموعة جديدة من المصارف الإسلامية والنوافذ المصرفية الإسلامية في المصارف التقليدية على حصة كبيرة من السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة ونظراً لحجم السوق المحلية، سيستفيد اللاعبون السباقون بشكل أكبر من سوقي الخدمات المصرفية الإسلامية والتكافل. ومن الممكن أن يتغير الواقع التنافسي بشكل كبير لصالح نوافذ الخدمات الإسلامية في المصارف خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة".
35 % من السوق المصرفية
أشعر ناطم اختتم حديثه لـ"الشبيبة" بالتأكيد على ان كل التقديرات والدراسات تشير الى ان البنوك الإسلامية سوف تستحوذ على نسبة 35% من السوق المصرفية خلال السنوات العشر المقبلة اذ ان قوانين العمل واضحة جدا والمعايير دقيقة من خلال منظومة عمل متكاملة رسمها البنك المركزي العماني مما يسمح للبنوك الإسلامية بالعمل في جو من الوضوح والشفافية وفي مناخ آمن كما ان البنوك الإسلامية سوف تلجأ الى الاستثمار في البنية الاساسية كالتعليم ونشر الوعي والاشخاص وهي مجالات استثمار مضمونة.
خبراء ذوو مكانة عالمية
ندوة "مقدمة عن الخدمات المصرفية الإسلامية التي نظمتها مؤسسة ارنست ويونغ بفندق مسقط هوليداي إن أمس حضرها عدد كبير من ممثلي البنوك وشركات الاستثمار والمهتمين بالقطاع المصرفي وقد اتسمت بالتنظيم الجيد ووجود خبيرين لهما مكانة في سوق الاستثمارات المالية الإسلامية في العالم وهما اشعر ناظم الذي يقود مركز التميز للخدمات المالية الإسلامية في ارنست ويونغ وهو محاسب قانوني معتمد من الولايات المتحدة يتمتع بخبرة عمل تمتد على مساحة 17 سنة امضاها في ادوار قيادية في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية وسبق له قيادة فرق استشارية ساعدت في فتح آفاق المصرفية الإسلامية وعملت على تطوير مستقبل الخدمات المصرفية للافراد والشركات في دول مجلس التعاون الخليجي أما الخبير الثاني الذي أثرى الندوة بحضوره هو عابد شكيل الذي يترأس فريق الخدمات المصرفية وخدمات اسواق المال والتكافل في مركز التميز للخدمات المالية الإسلامية مع ارنست ويونغ.
تلاثة محاور مهمة
تلاثة محاور مهمة تعمق فيها الخبراء وقدموا لها قراءة عميقة ورسموا صورتها واضحة المعالم امام الحضور وهذه المحاور هي مفاهيم المصرفية الإسلامية وكذلك لمحة عامة حول المنتجات الإسلامية المختلفة بالاضافة الى اوجه المقارنة المصرفية التقليدية والتطبيقات العملية للمنتجات المصرفية الإسلامية في الانشطة اليومية التجارية وبعد استعراض كل محور يفتح باب الاسئلة امام الحضور للاستفسار وقد جاءت الاسئلة دقيقة وعميقة تجسد المتابعة ولأن أغلب الحضور كانوا من المختصين في عالم البنوك والاستثمار والمال وقد قدم الخبراء الأجوبة الشافية والكافية لكل الأسئلة.
البنوك التقليدية ستكون السباقة
الندوة اكدت ايضا ان قراءة المحللين ونتائج مختلف الدراسات تؤكد ان البنوك التقليدية ستكون السباقة في دخول سوق التمويل الإسلامي من خلال إطلاق نوافذ الخدمات الإسلامية وقد أجاز البنك المركزي للبنوك التقليدية القيام بأنشطتها المصرفية الإسلامية من خلال نوافذ للعمليات. ونتيجة لذلك، من الممكن أن تشهد السوق المحلية دخول عدد من البنوك التقليدية إلى قطاع التمويل الإسلامي في السنوات القليلة المقبلة ويتطلب تطبيق مفهوم نافذة الخدمات المصرفية الإسلامية أن تتمتع المؤسسة المالية التقليدية ببنية أساسية تشغيلية متميزة لإدارة أنشطتها الإسلامية. وتتم مراقبة امتثال المؤسسة من قبل جهة تنظيمية وهيئة شرعية، كما يتم تعزيزها من خلال عمليات تدقيق شرعي مستقلة تجريها مؤسسة مهنية مستقلة.
الصكوك تدعم نمو الاقتصاد
الندوة أبرزت ايضا من خلال تدخلات المختصين انه من المتوقع أن تستفيد السلطنة من نمو سوق الصكوك، الذي يعد التطور الأبرز في سوق التمويل الإسلامي في العام 2010. وتعد الصكوك أحد أشكال السندات التقليدية، ولكنها متوافقة مع الشريعة الإسلامية وتحظى بإقبال متزايد في الأسواق الدولية. ومن الممكن استخدام الصكوك العمانية لتمويل مشاريع البنية الأساسية وتحفيز النشاط المؤسسي، الذي من شأنه أن يشكل إضافة مهمة لنمو الاقتصاد الوطني.
إمكانات وفرص كبيرة
مدير أول قسم الضرائب في إرنست ويونغ أحمد العسري قال ايضا خلال الندوة : "تعد نوافذ المصرفية الإسلامية نموذجاً ناجحاً في العديد من الأسواق، حيث تستحوذ على ما يصل إلى نصف الأصول الإسلامية في المملكة العربية السعودية، و11% في الإمارات العربية المتحدة. ونظراً لأوجه التشابه في خريطة التوزع السكاني والإقبال الكبير على هذا النوع من الخدمات المصرفية، فإن السوق العُمانية تزخر بالإمكانات والفرص الكبيرة لطرح عروض الخدمات المالية الإسلامية. وتدرك النوافذ الإسلامية الناجحة مختلف تأثيرات المتطلبات الشرعية على الأعمال المصرفية، وهي قادرة على تنفيذ تلك المتطلبات ضمن استراتيجياتها وعملياتها ومنتجاتها بالإضافة إلى تطبيقها في إطار الحوكمة وإدارة المخاطر".
موضوع حيوي
لتسجيل انطباعات المشاركين ومعرفة رأيهم في المحاور التي تناولتها الندوة التقينا احدى المشاركات التي وجدناها تتابع الندوة بكثير من التركيز ورغبة في معرفة ادق التفاصيل انها زهراء عبد الامير سعيد اللواتية التي تعمل في قسم ادارة المخاطر ببنك اتش اس بس سي بمسقط وهي تحمل بكالوريوس في الرياضيات والاحصاء من جامة وورك البريطانية كما انها تتمتع بخبرة عمل تمتد على مساحة زمنية وقد اوضحت لنا زهراء بكلمات مطرزة بابتسامتها ان مشاركتها في هذه الندوة جاءت برغبة منها في الاستفادة خاصة ان البنوك الإسلامية موضوع حيوي وسوف تشهد السلطنة افتتاح بنوك اسلامية قريبا وبالتالي فإنه من المهم ان نعرف كل جزئيات الموضوع وادق تفاصيله وبالتالي حينما نتعامل مع هذه البنوك سوف تكون لنا خلفية واضحة.
المتحدثون في المستوى المطلوب
زهراء اللواتية اضافت ايضا ان هذه الندوة مهمة تطرقت الى موضوع شائق ومهم جدا وهي مبادرة رائعة اتسمت بالتنظيم الجيد وقد كان المتحدثون في المستوى المطلوب بفضل خبرتهم الطويلة ودرايتهم بأدق تفاصيل الموضوع لذلك جاءت مداخلاتهم ثرية جدا ودقيقة تعرضت الى كل زوايا المحاور التي تطرقت اليها الندوة وبما ان هؤلاء الخبراء يوجدون في قلب البنوك الإسلامية فإنهم تحدثوا بلغة الارقام مما مكن الحاضرين الذين تابعوا كل اطوار الندوة بكثير من الاهتمام من الاستفادة القصوى.
خطوة في مشوار طويل
لكن زهراء ترى ايضا ان موضوع البنوك الإسلامية واسع ولا يمكن الوصول الى كل تفاصيله في ندوة قصيرة لذلك فإنه من الجميل تنظيم ندوات اخرى مماثلة لمدة اطول حتى تكون الفرصة سانحة للتطرق الى ادق التفاصيل وكل جزئيات الموضوع لأن البنوك الإسلامية سوف تبدأ في العمل قريبا وبالتالي الكل يرغب في معرفة كل شيء عنها لذلك فإن ندوة اليوم اول خطوة في مشوار طويل لذلك لابد ان تتلوه خطوات اخرى وندوات مماثلة لأن معرفة الشيء القليل عن هذا الموضوع جعلنا نتشوق لمعرفة كل شيء عنه.
مستوى الندوة حلق عاليا
الحضور كان من المختصين في مجال البنوك والتأمين وكل المجالات ذات العلاقة بالموضوع كما ان المتحدثين لهم خبرة واسعة لذلك فإن مستوى الندوة حلق عاليا فالمعلومات التي قدمها المتحدثون كانت دقيقة وواضحة بأسلوب متميز كما ان الاسئلة التي طرحها الحضور كانت تمس أدق الجزئيات وتطرقت الى عمق محاور الندوة وهذا ما يبين المتابعة الجيدة والتواصل الرائع الذي كان بين الجميع مما جعل الندوة تحقق اهدافها كاملة.
منظومة العطاء من أجل الوطن
بلغة ابجديتها الثقة في النفس وبنظرة يتسلل منها الكثير من التفاؤل والامل اختتمت زهراء عبد الامير سعيد اللواتية حديثها بالتأكيد ان الحضور في مثل هذه الندوات مهم جدا فهو ينمي ثقافة الانسان ويزيد من رصيده حتى تكون تعاملاته مبنية على معرفة مسبقة ودراية بأدق تفاصيل الموضوع وكان الاهتمام واضحا من الجميع حيث تألق الشباب العماني بحضوره ومشاركته الفاعلة فالكثير من الشباب العماني الذين يوجدون في مناصب مهمة في مختلف القطاعات ذات العلاقة بالموضوع سجلوا حضورهم بلغة التميز والمتابعة الدقيقة وكذلك جاءت اسئلتهم دقيقة تجسد المتابعة والرغبة في المعرفة وهذا شعور منهم بالمسؤولية ورغبة منهم ايضا في التمكن من اجل التطبيق على ارض الواقع وبالتالي اداء الواجب على اكمل وجه والمساهمة في بناء الوطن وتحقيق المزيد من الخطوات في مسيرة التنمية والتطور والازدهار ليؤدوا دورهم بدقة في منظومة العطاء من اجل الوطن التي يؤديها الشباب العماني في مختلف القطاعات والتخصصات بكثير من الابداع والمسؤولية وبقلوب تنبض بحب الوطن فالكل يجذف في اتجاه واحد ووقت واحد من اجل هدف واحد وهو خدمة عمان الوطن والانسان.
مباشر
البنوك الإسلامية تسجل حضورها في 75 دولة في مختلف أنحاء العالم وهي تسجل توسعها السريع اذ نشهد من حين لآخر افتتاح بنوك اسلامية هنا وهناك وذلك للنجاح الذي حققه هذا النوع من البنوك وتمكنه من الاستحواذ على نسبة مهمة من السوق المصرفية في مختلف الدول التي توجد فيها، هذا ما أشار إليه أشعر ناظم الذي أوضح ايضا ان هذا النجاح أشعل نار المنافسة بين البنوك الإسلامية وغيرها مما دفع بالكثير من البنوك التقليدية الى فتح نوافذ مصرفية اسلامية رغبة منها في الحفاظ على زبائنها واستقطاب زبائن جدد من الراغبين في الحصول على خدمات بنكية اسلامية.
6 بلايين دولار أمريكي
رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال افريقيا أشعر ناظم أوضح ايضا ان كل التوقعات تشير الى ان البنوك الإسلامية التي ستباشر نشاطها قريبا بالسلطنة سوف تحقق نجاحا كبيرا. حيث تشير التقديرات إلى أن تشغيل نظام مصرفي إسلامي ناجح في السلطنة قد يستقطب ما يصل إلى 6 بلايين دولار أمريكي كأصول إسلامية خلال الـ5 السنوات المقبلة وهذه البنوك ستستحوذ على 35 % من السوق المصرفية بالسلطنة خلال 10 سنوات.
ثلاثة عوامل
ثلاثة عوامل مهمة تمثل مؤشرا مهما على ان البنوك الإسلامية سيكون لها موقع متميز في خارطة المنظومة المصرفية بالسلطنة، هذا ما أكده رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الاوسط وشمال افريقيا اشعر ناظم الذي اوضح ان العامل الاول يتمثل في وجود استثمارات اسلامية بقيمة 5 بلايين دولار في الخارج تبحث عن سوق مستقرة وفرص البنوك الإسلامية العمانية كبيرة في جذب هذه الاستثمارات لأن السوق العمانية تشهد استقرارا واضحا وتتمتع بسمعة ناصعة على المستوى العالمي كما تتوافر فيها كل عوامل الاستثمار الآمن.
العامل الثاني يتجسد في وجود مستثمرين ومتعاملين في السلطنة يبحثون عن بنوك اسلامية وهم يمثلون 25 % من الزبائن الجدد الذين تستهدفهم البنوك وسوف يجدون مبتغاهم في البنوك الإسلامية التي ستفتتح في السلطنة قريبا و25% تمثل نسبة مهمة أما العامل الثالث والأخير فإنه يتمثل في تحول الكثير من المتعاملين مع النظام المصرفي الحالي الى النظام الاسلامي.
نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية
دخول البنوك الإسلامية الى السوق سوف يشعل التنافس بينها وبين البنوك الاخرى وهذا شيء طبيعي لذلك فإنه من المتوقع أن تكون البنوك التقليدية سباقة في دخول سوق التمويل الإسلامي بإطلاق نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية وهذا للحفاظ على زبائنها لأن عدم توافر هذه الخدمة يجعل معظم الزبائن الراغبين في الحصول على الخدمات يقفلون حساباتهم في هذه البنوك ويتحولون الى البنوك الإسلامية كما انه قد تتحول بعض البنوك العاملة حاليا الى بنوك اسلامية.
التنافس يكون ايضا على أشده بين البنوك الإسلامية وغيرها في استقطاب الزبائن الجدد وبالتالي فإن هذه الشريحة التي تمثل نسبة معتبرة لها مكانتها وحجمها الكثير منها يرغب في الحصول على خدمات مصرفية اسلامية وبما ان البنوك الإسلامية التي ستفتح قريبا تمثل امامه الخيار الوحيد فإن البنوك الاخرى لن تفرط فيها وستعمل جهدها للحصول على نسبة منها وهذا ما سيدفع الكثير منها الى إطلاق نوافذ خاصة بالخدمات الإسلامية او التحول الى بنوك اسلامية.
السوق ستشهد تغييرا
بلغ إجمالي الأصول المصرفية في السلطنة في العام 2010 نحو 42 بليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تبدأ مؤسسات مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية في تدشين أعمالها في السلطنة خلال الفترة المقبلة هذا ما اكده رئيس خدمات الاستثمارات المالية الإسلامية في مؤسسة ارنست ويونغ الشرق الاوسط وشمال افريقيا اشعر ناظم الذي اضاف قائلا :"من المرجح أن يشكل العمل المصرفي الإسلامي فرصة كبيرة ومهمة في السلطنة، إذ أننا نتوقع أن ينعكس أداء هذه الصناعة على أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وبالنظر إلى سوق دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيطرت المصرفية الإسلامية على حصة كبيرة من السوق في فترة زمنية قصيرة، نستطيع أن نتصور كيفية تطور العمل المصرفي الإسلامي في السلطنة . ونتوقع أن تسيطر مجموعة جديدة من المصارف الإسلامية والنوافذ المصرفية الإسلامية في المصارف التقليدية على حصة كبيرة من السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة ونظراً لحجم السوق المحلية، سيستفيد اللاعبون السباقون بشكل أكبر من سوقي الخدمات المصرفية الإسلامية والتكافل. ومن الممكن أن يتغير الواقع التنافسي بشكل كبير لصالح نوافذ الخدمات الإسلامية في المصارف خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة".
35 % من السوق المصرفية
أشعر ناطم اختتم حديثه لـ"الشبيبة" بالتأكيد على ان كل التقديرات والدراسات تشير الى ان البنوك الإسلامية سوف تستحوذ على نسبة 35% من السوق المصرفية خلال السنوات العشر المقبلة اذ ان قوانين العمل واضحة جدا والمعايير دقيقة من خلال منظومة عمل متكاملة رسمها البنك المركزي العماني مما يسمح للبنوك الإسلامية بالعمل في جو من الوضوح والشفافية وفي مناخ آمن كما ان البنوك الإسلامية سوف تلجأ الى الاستثمار في البنية الاساسية كالتعليم ونشر الوعي والاشخاص وهي مجالات استثمار مضمونة.
خبراء ذوو مكانة عالمية
ندوة "مقدمة عن الخدمات المصرفية الإسلامية التي نظمتها مؤسسة ارنست ويونغ بفندق مسقط هوليداي إن أمس حضرها عدد كبير من ممثلي البنوك وشركات الاستثمار والمهتمين بالقطاع المصرفي وقد اتسمت بالتنظيم الجيد ووجود خبيرين لهما مكانة في سوق الاستثمارات المالية الإسلامية في العالم وهما اشعر ناظم الذي يقود مركز التميز للخدمات المالية الإسلامية في ارنست ويونغ وهو محاسب قانوني معتمد من الولايات المتحدة يتمتع بخبرة عمل تمتد على مساحة 17 سنة امضاها في ادوار قيادية في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية وسبق له قيادة فرق استشارية ساعدت في فتح آفاق المصرفية الإسلامية وعملت على تطوير مستقبل الخدمات المصرفية للافراد والشركات في دول مجلس التعاون الخليجي أما الخبير الثاني الذي أثرى الندوة بحضوره هو عابد شكيل الذي يترأس فريق الخدمات المصرفية وخدمات اسواق المال والتكافل في مركز التميز للخدمات المالية الإسلامية مع ارنست ويونغ.
تلاثة محاور مهمة
تلاثة محاور مهمة تعمق فيها الخبراء وقدموا لها قراءة عميقة ورسموا صورتها واضحة المعالم امام الحضور وهذه المحاور هي مفاهيم المصرفية الإسلامية وكذلك لمحة عامة حول المنتجات الإسلامية المختلفة بالاضافة الى اوجه المقارنة المصرفية التقليدية والتطبيقات العملية للمنتجات المصرفية الإسلامية في الانشطة اليومية التجارية وبعد استعراض كل محور يفتح باب الاسئلة امام الحضور للاستفسار وقد جاءت الاسئلة دقيقة وعميقة تجسد المتابعة ولأن أغلب الحضور كانوا من المختصين في عالم البنوك والاستثمار والمال وقد قدم الخبراء الأجوبة الشافية والكافية لكل الأسئلة.
البنوك التقليدية ستكون السباقة
الندوة اكدت ايضا ان قراءة المحللين ونتائج مختلف الدراسات تؤكد ان البنوك التقليدية ستكون السباقة في دخول سوق التمويل الإسلامي من خلال إطلاق نوافذ الخدمات الإسلامية وقد أجاز البنك المركزي للبنوك التقليدية القيام بأنشطتها المصرفية الإسلامية من خلال نوافذ للعمليات. ونتيجة لذلك، من الممكن أن تشهد السوق المحلية دخول عدد من البنوك التقليدية إلى قطاع التمويل الإسلامي في السنوات القليلة المقبلة ويتطلب تطبيق مفهوم نافذة الخدمات المصرفية الإسلامية أن تتمتع المؤسسة المالية التقليدية ببنية أساسية تشغيلية متميزة لإدارة أنشطتها الإسلامية. وتتم مراقبة امتثال المؤسسة من قبل جهة تنظيمية وهيئة شرعية، كما يتم تعزيزها من خلال عمليات تدقيق شرعي مستقلة تجريها مؤسسة مهنية مستقلة.
الصكوك تدعم نمو الاقتصاد
الندوة أبرزت ايضا من خلال تدخلات المختصين انه من المتوقع أن تستفيد السلطنة من نمو سوق الصكوك، الذي يعد التطور الأبرز في سوق التمويل الإسلامي في العام 2010. وتعد الصكوك أحد أشكال السندات التقليدية، ولكنها متوافقة مع الشريعة الإسلامية وتحظى بإقبال متزايد في الأسواق الدولية. ومن الممكن استخدام الصكوك العمانية لتمويل مشاريع البنية الأساسية وتحفيز النشاط المؤسسي، الذي من شأنه أن يشكل إضافة مهمة لنمو الاقتصاد الوطني.
إمكانات وفرص كبيرة
مدير أول قسم الضرائب في إرنست ويونغ أحمد العسري قال ايضا خلال الندوة : "تعد نوافذ المصرفية الإسلامية نموذجاً ناجحاً في العديد من الأسواق، حيث تستحوذ على ما يصل إلى نصف الأصول الإسلامية في المملكة العربية السعودية، و11% في الإمارات العربية المتحدة. ونظراً لأوجه التشابه في خريطة التوزع السكاني والإقبال الكبير على هذا النوع من الخدمات المصرفية، فإن السوق العُمانية تزخر بالإمكانات والفرص الكبيرة لطرح عروض الخدمات المالية الإسلامية. وتدرك النوافذ الإسلامية الناجحة مختلف تأثيرات المتطلبات الشرعية على الأعمال المصرفية، وهي قادرة على تنفيذ تلك المتطلبات ضمن استراتيجياتها وعملياتها ومنتجاتها بالإضافة إلى تطبيقها في إطار الحوكمة وإدارة المخاطر".
موضوع حيوي
لتسجيل انطباعات المشاركين ومعرفة رأيهم في المحاور التي تناولتها الندوة التقينا احدى المشاركات التي وجدناها تتابع الندوة بكثير من التركيز ورغبة في معرفة ادق التفاصيل انها زهراء عبد الامير سعيد اللواتية التي تعمل في قسم ادارة المخاطر ببنك اتش اس بس سي بمسقط وهي تحمل بكالوريوس في الرياضيات والاحصاء من جامة وورك البريطانية كما انها تتمتع بخبرة عمل تمتد على مساحة زمنية وقد اوضحت لنا زهراء بكلمات مطرزة بابتسامتها ان مشاركتها في هذه الندوة جاءت برغبة منها في الاستفادة خاصة ان البنوك الإسلامية موضوع حيوي وسوف تشهد السلطنة افتتاح بنوك اسلامية قريبا وبالتالي فإنه من المهم ان نعرف كل جزئيات الموضوع وادق تفاصيله وبالتالي حينما نتعامل مع هذه البنوك سوف تكون لنا خلفية واضحة.
المتحدثون في المستوى المطلوب
زهراء اللواتية اضافت ايضا ان هذه الندوة مهمة تطرقت الى موضوع شائق ومهم جدا وهي مبادرة رائعة اتسمت بالتنظيم الجيد وقد كان المتحدثون في المستوى المطلوب بفضل خبرتهم الطويلة ودرايتهم بأدق تفاصيل الموضوع لذلك جاءت مداخلاتهم ثرية جدا ودقيقة تعرضت الى كل زوايا المحاور التي تطرقت اليها الندوة وبما ان هؤلاء الخبراء يوجدون في قلب البنوك الإسلامية فإنهم تحدثوا بلغة الارقام مما مكن الحاضرين الذين تابعوا كل اطوار الندوة بكثير من الاهتمام من الاستفادة القصوى.
خطوة في مشوار طويل
لكن زهراء ترى ايضا ان موضوع البنوك الإسلامية واسع ولا يمكن الوصول الى كل تفاصيله في ندوة قصيرة لذلك فإنه من الجميل تنظيم ندوات اخرى مماثلة لمدة اطول حتى تكون الفرصة سانحة للتطرق الى ادق التفاصيل وكل جزئيات الموضوع لأن البنوك الإسلامية سوف تبدأ في العمل قريبا وبالتالي الكل يرغب في معرفة كل شيء عنها لذلك فإن ندوة اليوم اول خطوة في مشوار طويل لذلك لابد ان تتلوه خطوات اخرى وندوات مماثلة لأن معرفة الشيء القليل عن هذا الموضوع جعلنا نتشوق لمعرفة كل شيء عنه.
مستوى الندوة حلق عاليا
الحضور كان من المختصين في مجال البنوك والتأمين وكل المجالات ذات العلاقة بالموضوع كما ان المتحدثين لهم خبرة واسعة لذلك فإن مستوى الندوة حلق عاليا فالمعلومات التي قدمها المتحدثون كانت دقيقة وواضحة بأسلوب متميز كما ان الاسئلة التي طرحها الحضور كانت تمس أدق الجزئيات وتطرقت الى عمق محاور الندوة وهذا ما يبين المتابعة الجيدة والتواصل الرائع الذي كان بين الجميع مما جعل الندوة تحقق اهدافها كاملة.
منظومة العطاء من أجل الوطن
بلغة ابجديتها الثقة في النفس وبنظرة يتسلل منها الكثير من التفاؤل والامل اختتمت زهراء عبد الامير سعيد اللواتية حديثها بالتأكيد ان الحضور في مثل هذه الندوات مهم جدا فهو ينمي ثقافة الانسان ويزيد من رصيده حتى تكون تعاملاته مبنية على معرفة مسبقة ودراية بأدق تفاصيل الموضوع وكان الاهتمام واضحا من الجميع حيث تألق الشباب العماني بحضوره ومشاركته الفاعلة فالكثير من الشباب العماني الذين يوجدون في مناصب مهمة في مختلف القطاعات ذات العلاقة بالموضوع سجلوا حضورهم بلغة التميز والمتابعة الدقيقة وكذلك جاءت اسئلتهم دقيقة تجسد المتابعة والرغبة في المعرفة وهذا شعور منهم بالمسؤولية ورغبة منهم ايضا في التمكن من اجل التطبيق على ارض الواقع وبالتالي اداء الواجب على اكمل وجه والمساهمة في بناء الوطن وتحقيق المزيد من الخطوات في مسيرة التنمية والتطور والازدهار ليؤدوا دورهم بدقة في منظومة العطاء من اجل الوطن التي يؤديها الشباب العماني في مختلف القطاعات والتخصصات بكثير من الابداع والمسؤولية وبقلوب تنبض بحب الوطن فالكل يجذف في اتجاه واحد ووقت واحد من اجل هدف واحد وهو خدمة عمان الوطن والانسان.
مباشر